قبل أن يشق طريقه في عالم الفن، درس أحمد زكي الهندسة الميكانيكية، لكنه سرعان ما غيّر مساره ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث وجد شغفه الحقيقي. وفي عام 2001، كرّمه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بمنحه جائزة الاستحقاق الفني تقديرًا لمسيرته الحافلة التي تجاوزت الخمسين فيلمًا.

كان زكي شديد الإصرار على إكمال أعماله حتى في أصعب لحظات مرضه؛ فقد طلب أن تُصوَّر جنازته لتُستخدم في فيلمه الأخير "حليم"، الذي تناول سيرة العندليب عبد الحليم حافظ. ورغم معاناته مع المرض، أصر على مغادرة المستشفى لتصوير مشاهد إضافية. وبعد رحيله، استكمل ابنه هيثم أحمد زكي – وكان يبلغ 21 عامًا – تصوير بعض المشاهد مجسدًا شخصية عبد الحليم في شبابه.

تميّز أحمد زكي بكونه أول ممثل أسمر البشرة يقتحم أدوار البطولة المطلقة في السينما المصرية، والتي كانت حكرًا على أصحاب الملامح الفاتحة، ليكسر بذلك حاجز اللون ويثبت أن الموهبة هي الفيصل. وقدّم عبر مسيرته شخصيات تاريخية بارزة مثل طه حسين في مسلسل الأيام، وجمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56، وأنور السادات في فيلم أيام السادات.

في يناير 2004، تم تشخيص إصابته بسرطان الرئة، فتلقى علاجًا في باريس قبل أن يعود إلى القاهرة لمتابعة جلسات العلاج الكيميائي. ورغم تأكيد الأطباء أن حالته قابلة للعلاج، ظل زكي يعلن استعداده للعودة إلى التمثيل بعد التعافي.

ولتكريمه بعد رحيله، أصدرت مصر في 27 نوفمبر 2016 طابعًا بريديًا تذكاريًا يحمل صورته بقيمة جنيهين، تخليدًا لمسيرته كأحد أعظم نجوم السينما العربية.

جدول بأبرز الأعمال الفنية (أفلام ومسلسلات)