فى المقدمة قبل مراجعة الفيلم أود ان اذكر شئ وهو
دنيا سمير غانم تتميز بقدرات فنية متعددة جعلتها واحدة من أبرز الوجوه في جيلها؛ فهي ممثلة قادرة على التنقل بين الأدوار الكوميدية والدرامية بسلاسة، كما تمتلك موهبة في الغناء والأداء الحركي، ما يمنحها حضورًا متنوعًا على الشاشة. دنيا دائمًا ما تضيف لمسة خاصة لأي عمل تشارك فيه، بفضل طاقتها وتلقائيتها التي تصل بسهولة إلى الجمهور.
أما محمد ممدوح، فهو من الممثلين أصحاب الحضور الطاغي، يتميز بقدرة كبيرة على تجسيد الشخصيات المعقدة والجادة، وفي الوقت نفسه يملك حس كوميدي طبيعي يظهر في ردود أفعاله وتعبيراته. ممدوح أثبت نفسه كأحد أهم الممثلين في السينما والدراما المصرية، بفضل تنوعه وصدق أدائه، ما جعله محبوبًا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
مراجعة فيلم "روكي الغلابة"
القصة والأحداث
الفيلم بيدور حول "روقية" أو "روكي"، بنت يتيمة بيتبناها مدرب رياضات قتالية، ولما تكبر بتتحول لبطلة في مراكز الشباب. بعد كده بيتم الاستعانة بيها كحارس شخصي للدكتور ثابت بكر، صاحب اكتشاف تقني حساس، وبتدخل في مغامرات مليانة مواقف كوميدية وأكشن. الفكرة نفسها جذابة، لكن التنفيذ كان مليء بالثغرات.
فيلم روكي الغلابة بيجي ضمن موجة النشاط السينمائي المصري الأخيرة، وبيحاول يقدم تجربة كوميدية عائلية ببطولة دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح، تحت إخراج أحمد الجندي. لكن رغم التوقعات الكبيرة، النتيجة كانت متواضعة ومليئة بالتناقضات.
نقاط القوة ✨
فريق البطولة: دنيا سمير غانم عندها حضور قوي وطاقة واضحة، ومحمد ممدوح ممثل محبوب وصاحب ردود فعل كوميدية طبيعية.
الفكرة الأساسية: المزج بين الأكشن والكوميديا ببطولة نسائية فكرة جذابة وغير معتادة في السينما المصرية.
الطابع العائلي: الفيلم نظيف ومناسب للمشاهدة مع الأسرة، من غير مشاهد خارجة أو مزعجة.
نقاط الضعف ⚠️
الكوميديا: الإفيهات مصطنعة، مكررة، وأحيانًا طفولية، من غير لحظات عفوية أو ضحك حقيقي.
الأكشن: ضعيف وغير متقن، ما قدرش يندمج مع الكوميديا بالشكل المطلوب.
الإخراج: أحمد الجندي فقد جزء من لمساته المعتادة، الإيقاع بطيء والكادرات باهتة.
السيناريو: الحوارات سطحية، والشخصيات الثانوية بلا وظيفة واضحة غير ملء الوقت.
ضيوف الشرف: ظهورهم كان زائد ومربك، وأحيانًا أثر سلبيًا على الكوميديا.
النهاية: مشاهد خيالية مفاجئة وغير منطقية زادت من ارتباك الفيلم بدل ما تخدمه.
الفيلم كان عنده فرصة يقدم تجربة جديدة ومختلفة، لكن النتيجة كانت مرتبكة. الكوميديا ما قدرتش تحقق هدفها الأساسي، الأكشن ضعيف، والإخراج فقد بريقه.
روكي الغلابة فيلم عائلي لطيف من حيث الشكل، لكنه فشل في تحقيق أبسط أهداف الكوميديا: الضحك. دنيا سمير غانم بذلت مجهود واضح لكن السيناريو ظلمها، ومحمد ممدوح وثروت أيضا السيناريو ظلمهم. النتيجة: تجربة مرتبكة، بلا هوية واضحة، وتقييم متوسط حوالي 4/10.
الجمهور اللي دخل السينما كان مستني ضحكة، لحظة خفيفة، لكن اللي حصل هو ارتباك، مشاهد مصطنعة، ونهاية غير مفهومة. الفيلم في النهاية "غلبان" زي اسمه، مش لأنه بسيط أو لطيف، لكن لأنه ضيع البوصلة وما عرفش يحدد هويته.
الخاتمة
في النهاية، يمكن القول إن روكي الغلابة لم ينجح في تقديم قصة متماسكة أو كوميديا حقيقية، لكنه احتفظ ببعض العناصر اللي خلت الجمهور يتابع حتى النهاية. أبرز ما يميز الفيلم هو أسماء أبطاله الكبار مثل دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح ومحمد ثروت، إلى جانب اسم المخرج أحمد الجندي الذي يظل علامة مهمة في الكوميديا المصرية، حتى لو فقد جزءًا من بريقه هنا. كذلك الأغاني اللي ظهرت في العمل كانت من النقاط المضيئة، أضافت لمسة خفيفة وحافظت على روح الترفيه.
الأغنيتين الموجودتين في فيلم روكي الغلابة هما:
"النور جه" – غناء دنيا سمير غانم، كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان وتوزيع أحمد طارق يحيى.

"أشرار" – غناء دنيا سمير غانم وأحمد سعد، وهي الأغنية الدعائية الأولى للفيلم
وبعيدًا عن القصة المرتبكة، يبقى الفيلم مجرد تجربة عائلية آمنة، قيمتها الأساسية في نجومه وصناعه، لا في أحداثه أو حبكته.
رسالتى الى ابطال فيلم روكى الغلابة والمخرج
- إلى الفنانة الكبيرة دنيا سمير غانم، لا أحد يختلف على موهبتك المتعددة وقدرتك على إضفاء البهجة والحياة على أي عمل تشاركين فيه، سواء في الكوميديا أو الدراما أو الغناء. لكن اسمك الكبير يستحق دائمًا أن يُقرن بأعمال على نفس المستوى من التميز. لذلك، أرجو منك أن تمنحي وقتًا أكبر لقراءة أي سيناريو يُعرض عليك والتدقيق في تفاصيله قبل الموافقة، لأن الجمهور ينتظر منك الكثير، ولأنك قادرة فعلًا على تقديم ما هو أفضل. أشكرك على المجهود الواضح الذي بذلتيه في روكي الغلابة، لكن للأسف الفيلم لم يكن موفقًا بالشكل الذي يليق بموهبتك.
- إلى الفنان الموهوب محمد ممدوح، حضورك القوي وصدقك في الأداء خلاك واحد من أقرب الممثلين لقلوب الجمهور، سواء في الأدوار الجادة أو الكوميدية. لكن في روكي الغلابة، وجودك ما كانش على نفس مستوى طاقتك المعتادة، وكأنك محطوط في مساحة مش بتستغل قدراتك الحقيقية. لذلك، أتمنى منك أن تختار أدوارك القادمة بعناية أكبر، وتبحث عن سيناريوهات تفتحلك مجال تستعرض فيه إمكانياتك المتنوعة، لأنك قادر فعلًا على تقديم أدوار تفضل محفورة في ذاكرة المشاهدين.
- إلى المخرج أحمد الجندي، اسمك ارتبط عند الجمهور بالكوميديا الذكية والإيقاع السريع اللي بيخلي الضحك يطلع طبيعي من غير افتعال. لكن في روكي الغلابة، غابت لمستك المعتادة، وبان الإيقاع بطيء والكادرات باهتة. الجمهور كان منتظر منك عودة قوية، لكن النتيجة ما كانتش على قدر التوقعات. لذلك، النصيحة إنك تعيد النظر في اختياراتك القادمة، وتستعيد روحك اللي عرفناها في أعمالك السابقة، لأنك واحد من أهم صناع الكوميديا في مصر، والجمهور لسه مستني منك الكثير.

